الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المصحة طالبت بـ 5 ملايين مسبقا لعلاجها: أخبار الجمهورية تكشف «أســـرار» حادثة وفاة طالبة الهندسة «سيرين» وهذا ما كتبته قبل وفاتها

نشر في  17 ماي 2017  (12:07)

أثارت حادثة وفاة طالبة الهندسة سيرين بورماش مؤخرا جدلا واسعا في صفوف التونسيين خاصة في ظل تواتر الانباء التي افادت ان اسباب وفاتها ترجع الى العديد من التراكمات من بينها الاهمال الطبي الذي عانت منه في احد المستشفيات العمومية بتونس فضلا عن رفض عدد من المصحات الخاصة استقبالها وعلاجها قبل دفع مبلغ يناهز خمسة ملايين غير مبالين بتوسلات أفراد عائلتها، الذين اكدوا لهم أنّ المبلغ المطلوب سيكون متوفرا اثر استقبال الراحلة بعد ان يصلهم من ولاية صفاقس وهو ماتم رفضه لتسلم بذلك الطالبة المفعمة بالحياة والذكاء الروح الى بارئها بعد ان جفّت ينابيع الرحمة من قلوب البعض وشحّت المشاعر والاحاسيس الانسانية لديهم ليحل مكانها الاغترار والانسياق الى أوبئة المادة ...
أخبار الجمهورية ارتأت في هذا الإطار الاتصال بأحد أقرباء الراحلة نسرين لاستبيان تفاصيل الواقعة الاليمة التي تركت وقعا كبيرا في نفوس كل من يعرف الطالبة..

في البداية أكّد «عبد الله بورماش» وهو ابن خالة الفقيدة وكان شاهدا لما عانته في الأيام الأخيرة، أكد أنّها عانت الامرين بسبب اهمال طبي لاقته في مستشفى عزيزة عثمانة الذي لم يوفر لها الظروف الملائمة لعلاجها وإنقاذها من مصابها على حدّ تعبيره..
محدّثنا شدّد في مداخلته على انّ الراحلة كانت تعاني من هبوط حاد في الكريات الدموية البيضاء وهو مرض وراثي حيث أنه أودى كذلك بحياة شقيقها ذي الـ13 عاما، مضيفا انه اقترح على ادارة المستشفى المذكور أن يوفّروا سيارة اسعاف خاصة لنقل الفقيدة الى صفاقس لعلاجها في احد المستشفيات هناك نظرا لوجود أطباء يعرفون حالتها المرضية على حد تعبيره وهو ماتم رفضه بتعلة حرج حالتها الصحية آنذاك..
«عبد الله» أفاد أيضا انّه وبعد اربعة أيام قضتها الراحلة في مستشفى عزيزة عثمانة ونظرا لتدهور صحّتها قررت العائلة البحث عن حل آخر عله ينقذ صغيرتهم ويريحها من عذابها المتواصل، وكان هذا الحل يتمثل في البحث عن مصحة خاصة تقبل إيواءها وعلاجها، لكن كل مطالبهم قوبلت بالرفض الشديد حيث اشترطت المصحات الخاصة دفع مبلغ 5 آلاف دينار لاستقبال المريضة الراحلة أو دفع صك مالي بـ3 ملايين كتسبقة وهو ما لم تكن العائلة في ذلك الوقت تملكه نظرا لأنهم يبعدون عن مقر إقامتهم بصفاقس حيث يمكن لهم تدبر المبلغ بسهولة..
قريب الراحلة أكّد لنا أنّ المصحات لم تبال بتوسلات العائلة لنجدة فلذة كبدهم رغم أن أحد أقاربها من العمال في الخارج اقترح على احدى المصحات ترك جواز سفره وكل وثائقه وحتى مفتاح سيارته لديهم لقبول الراحلة الى ان يتم جلب المبلغ المطلوب في اسرع الآجال ما قوبل كذلك بالرفض..

سيناريو شبيه بالأفلام السينمائية..

«عبد الله» روى لنا في مداخلته كيف أنّ الظروف تجمّعت كلها ضدّ الراحلة البريئة والأقدار شاءت بأن تسلم روحها الى الخالق وهي التي كانت تشع ذكاء بين أترابها، حيث حدّثنا عبد الله عن محاولة قريب الضحية ايصال المبلغ المالي المطلوب من صفاقس الى تونس في اقرب الآجال لكن لسوء الحظ فقد فارقت سيرين الحياة قبل ساعات من استلامه..
هذا كما اضاف قائلا إن المحاولات تعددت بغية انقاذ قريبته لكن لم تكلل بالنجاح ولم تر النور من بينها ان العائلة أجرت اتصالات بالمستشفى العسكري بالعاصمة الذي تجاوب معهم وأبدى موافقته لايواء الفقيدة الا انها للأسف رحلت قبل ذلك..

آخر ما كتبته سيرين..

في ذات الإطار رصدت أخبار الجمهورية ما دّونته الطالبة قبل وفاتها بأيام حيث أنّها بتاريخ 09 ماي تحديدا على الساعة العاشرة ليلا و4 دقائق حمدت الراحلة سيرين بورماش الله وكان هذا اخر ما كتبته ووثقته على صفحتها الخاصة بموقع الفايسبوك فرحم الله الفقيدة والهم اهلها وذويها فائق الصبر والسلوان..

عمادة المهندسين على الخط..

على صعيد متصّل اتصّلنا بعميد المهندسين اسامة الخريجي لاستبيان حقيقة ما تم تداوله بشأن أنّ العمادة قررت التكفّل بمتابعة قضية وفاة طالبة الهندسة سيرين بورماش التي تدرس بالمدرسة الوطنية لعلوم الإعلامية ENSI، فنفى لنا هذه المعطيات مؤكدا انّ العمادة الى حدود كتابة هذه الأسطر مازالت لم تقرّر ما تم ترويجه معربا في ذات الاطار عن اسفه العميق لوفاة الطالبة..

وزارة الصحة تفتح تحقيقا

نذكر أنّ وزارة الصحة أذنت بفتح بحث تحقيقي في ظروف وفاة الطالبة سيرين بورماش بعد وفاتها بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس أول أمس الأحد اثر نزول حاد في الكريات البيضاء.
وجاء هذا القرار على إثر الاجتماع الذي جمع رئيس ديوان وزيرة الصحّة مرفوقا بالمديرة العامة للصحة ومدير التفقدية الطبية بمجموعة من طلبة هذه المدرسة.
كما أذنت الوزارة بفتح تحقيق في حق إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة التي رفضت قبولها وطالبت بصكّ ضمان بـ5 آلاف دينار من عائلتها لإيوائها بقسم الإنعاش.

اعداد: منارة التليجاني